الخميس، 5 يونيو 2008

تفجير سفارة الدنمارك.. إغلاق لملف الرسوم أم بداية لأحداث دامية ؟


جاء التفجير الذى استهدف مقر السفارة الدنماركية فى العاصمة الباكستانية اسلام اباد واسفر عن مقتل 8 اشخاص كأول حادث عنف ردا على الرسوم المسيئة للرسول محمد "ص" التى نشرتها صحيفة "يولاندس بوستن" الضيقة الانتشار فى الدنمارك واثارت غضب مسلمى العالم واستيائهم، مما كان له اثرا بالغا على العلاقات الدنماركية بالعديد من الدول الاسلامية واستدعاء سفراء الدنمارك فى عدد من الدول، وإحراق العلم الدنماركي، ومقاطعة السلع الدنماركية مما اثر سلبيا على الاقتصاد الدنماركى، بالاضافة الى صدور تهديدات بالعنف ضد الدنماركيين فى دول اسلامية.
ورغم اعتذار رئيس تحرير الصحيفة الا ان الامر فيما يبدو قد تطور من التهديدات الى حيز النتفيذ بعدما قامت عدة صحف اوربية باعادة نشر تلك الرسومات على اساس الحرية الممنوحة للصحف الاوربية فى النشر، وهو ما توقعه محرر الصحيفة الدنماركية الذى قال انه لو علم ان حياة الجنود والمدنيينالدنماركيين ستكون مهددة عندما كانت اصابعه على بعد سنتيمتر واحد من الزر الذى يعطى الامر بنشر تلك الرسومات ما ضغط عليه ، وكانه كان يعلم النتيجة الحتمية لرسوماته.
فقد اعادت عدد من الصحف الاوربية نشر الرسوم من بينها صحيفة "فرانس سوار" التى قامت بنشرها فى صفحتها الاولى وكتبت "نعم لنا الحق فى رسم كاريكاتير عن الله"، ودافعت الصحيفة عن حق الصحافة . غير ان مالك الصحيفة رجل الاعمال الفرنسى المصرى قد اقال رئيس ومدير الصحيفة على اثر ذلك.
وفي اسبانيا اعيد نشر الرسوم الكاريكاتيرية في صحيفة "آ بي ثي" اليمينية وصحيفة "ايل بيريوديكو" الكاتالانية اليسارية.
وارفقت "ايل بيريوديكو" الرسوم بتعليق كتبت فيه "من المنطقي ان تثير الرسوم الكاريكاتيرية استياء بعض المسلمين. لكن من غير المنطقي ان نسعى باسم قراءة حرفية ولاانسانية للقرآن للقضاء على الانتقادات في الخارج ايضا او نهدد الذين (..) يمتهنون التهكم".
ودخلت الصحف الايطالية الى اللعبة واختارت صحيفة "لا ستامبا" نشر الكاريكاتير التي اثار اكبر قدر من الاستياء في العالم الاسلامي ويظهر فيها النبي محمد معتمرا عمامة على شكل قنبلة اشعل فتيلها.
فيما اكتفت صحيفة "ايل ميساجيرو" بمقالة بدون اعادة نشر اي رسم.غير ان صحيفة "ايل كوريري ديلا سيرا" الاكثر انتشارا بين الصحف الايطالية نشرت رسمين احدهما يصور النبي محمد يستقبل انتحاريين في الجنة مبديا لهم اسفه ل"نفاد مخزون الحوريات" لديه.
وفي سويسرا، نشرت صحيفة "بليك" الشعبية اثنين من الرسوم موضع الخلاف . اما فى هولندا فقد نشرت "دي فولكسكرانت" التقدمية و"دي تلجراف" الشعبية و"ان ار سي هاندلسبلاد" رسما او اكثر او اعادت نشر صفحة "يلاندس بوستن" المعنية بالمسألة.
واختارت الصحف الاخرى نشر صور لمتظاهرين امام السفارات الدنماركية او رسوما كاريكاتورية لرساميها حول الموضوع.
وعلى غير المتوقع اعادت الصحيفة الاردنية المستقلة "شيحان" نشر ثلاث رسوم كاريكاتيرية كانت صحيفة دنماركية نشرتها للنبي محمد ودعت في مقالها الافتتاحي المسلمين الى "التعقل".
والى جانب عنوان "انتفاضة اسلامية ضد الاساءة الدنماركية"، نشرت الرسوم التي يمثل احدها النبي محمد مرتديا عمامة بشكل قنبلة.
وفي افتتاحية بعنوان "يا مسلمي العالم تعقلوا" تساءل رئيس تحرير الاسبوعية جهاد المومني "ايهما يسيء للاسلام اكثر من الاخر اجنبي يجتهد في رسم الرسول ام مسلم يتابط حزاما ناسفا ينتحر في حفل عرس في عمان او اي مكان اخر"؟.
وتظل قضية الرسوم المسئية للنبى محمد "ص" مثار جدل واسع بين المسلمين فى انحاء العالم الذين يعتبرون تلك الرسومات اهانة واضحة للنبى محمد "ص" وللمعتقدات الاسلامية التى تحرم تصوير الانبياء، وبين الصحف الاوربية التى تقول ان هذه الرسومات لا تحمل اى نية عنصرية او ارادة فى الحط من اعتبار مجموعة بعينها.

ليست هناك تعليقات: